القمة العربية بالجزائر |
تُعقد القمة العربية بعد فترة غياب استمرت ثلاث سنوات، شهدت العديد من التطورات على المستويات العالمي والإقليمي والعربي، التي تدفع في اتجاه قاعدة حلول عربية للأزمات العربية، وبشكل خاص مع التحديات الجديدة الطارئة لا سيما الأوضاع الاقتصادية والأزمات المالية التي تعصف باستقرار الدول العربية، كذلك الأزمات المتعلقة بالأمن الغذائي وارتفاع الأسعار، وهو ما أكدعليه معالي الأمين العام أحمد أبو الغيط إلى ما يمكن أن تمثله القمة المقبلة من نقلة نوعية في مسار العمل العربي المشترك، متطلعاً لأن تكون قمة الجزائر هي بالفعل قمة للم الشمل العربي في ضوء التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة العربية والأزمات الضاغطة التي تفرضها الأوضاع العالمية.
وقد سعت الجزائر إلى توفير العوامل الأساسية لضمان نجاح القمة العربية المقبلة وجعلها محطة فارقة في مسيرة العمل العربي المشترك، ورغبتها في التوصل إلى صيغ توافقية حول أبرز المواضيع التي ستطرح أمام القادة العرب والجميع متفق على أن هذه القمة ستحمل الكثير من الآمال والتطلعات، خصوصا بعد الأحداث المتسارعة التي عرفها الوطن العربي خلال العامين الأخيرين، وضرورة إعادة ترتيب الصف العربي من جديد، فالجزائر اليوم تريد أن تكون قمة جامعة تجسد التضامن ووحدة الصف والكلمة العربية، ومنحنا جديدا في العمل والعلاقات العربية والعمل العربي المشترك.
وتسعى الجزائر جاهدة في إطار استعداداتها لاحتضان هذه القمة، إلى تحقيق وحدة الصف ولم الشمل العربي وهو ما أكد عليه فخامة الرئيس المجيد تبون، الذي أكد أن القمة تستهدف بالدرجة الأولى تجديد الالتزام الجماعي العربي تجاه القضية الفلسطينية، وتأكيد تقيد الجميع بمبادرة السلام العربية.
كما تساند الجامعة العربية جهود الجزائر الرامية للم الشمل العربي من خلال القمة العربية وهناك آمل كبير أن تحقق هذه القمة آمال وطموحات الشعوب العربية في مسائل الاستقرار والأمن والسلام والرخاء، فالوضع العربي القائم يستوجب بذل كل الجهود لتحقيق لم الشمل، خاصة أنها تأتي في توقيت مهم بالنسبة للعالم العربي، كما يشير انعقاد المؤتمر وتوفير مختلف متطلبات انجاح لجهود ديبلوماسية جزائرية مقدرة ومشكورة، إلى أن هناك نية صادقة في العمل العربي المشترك.
إن تطوير المنظمات الدولية والإقليمية وخاصة ذات المنظومات القديمة مثل الجامعة العربية أمر يخدم الصالح العربي والمصالح المشتركة، أي ان الإصلاح والتطوير يخدم هذه المصالح في تعزيز التضامن والتعاون، ويرتقي بدور المؤسسة الجامعة للعمل العربي المشترك، لذلك فهو أمر مهم ومستمر وهو بالمناسبة لا يتم بين يوم وليلة، كما إن الحرص على تطوير الجامعة العربية والارتقاء بدورها في تجسيد الإرادة المشتركة وتعزيز العمل العربي المشترك مؤشر حرص على أهمية دور الجامعة وعلى وجودها، كإطار مؤسسي ناظم للعمل العربي المشترك يضاعف من قدرة الأمة على خدمة مصالحها ومواجهة التحديات، بما تجسده الجامعة من هوية عربية للأمة جمعاء.
0 Comments: