مشاريع استثمارية برازيلية مرتقبة في الجزائر
أكد المشاركون في منتدى الأعمال الجزائري-البرازيلي، أهمية الاستفادة المثلى من الفرص المتاحة من أجل إقامة شراكات مثمرة ودائمة تقوم على مبدأ "رابح-رابح".
ودعا مدير ترقية ودعم المبادلات الاقتصادية بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، رابح فصيح، في كلمته بالمناسبة، الفاعلين الاقتصاديين من الجانبين إلى العمل المشترك لتحديد صيغ مناسبة لإقامة شراكات اقتصادية مربحة ومستدامة تساهم في خلق الثروة ومناصب الشغل، تعبيرًا عن إرادة قيادتي البلدين.
وأشار المسؤول إلى وجود عدة قطاعات واعدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجزائر والبرازيل، من بينها الفلاحة، الصناعات الغذائية، الصناعة الميكانيكية، التجهيزات الكهرومنزلية والإلكترونية، الصحة، البيطرة، مواد البناء، والنقل، مؤكدًا أن هذه المجالات من شأنها رفع حجم المبادلات التجارية بين الطرفين.
وجرى تنظيم هذا المنتدى الاقتصادي من طرف الوكالة البرازيلية لترقية الصادرات والاستثمار، ووزارة الخارجية البرازيلية، وسفارة البرازيل في الجزائر، بالتعاون مع مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، وبمشاركة ممثلين عن عدد من القطاعات الوزارية والمؤسسات الاقتصادية، إلى جانب متعاملين اقتصاديين من البلدين، في إطار السعي لتعزيز التعاون الثنائي في مجالي التجارة والاستثمار.
اهتمام متزايد بالسوق الجزائرية
من جانبه، أوضح رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، كمال مولى، أن مشاركة أكثر من 24 متعاملًا اقتصاديًا برازيليًا في المنتدى تعكس اهتمامًا متزايدًا بالسوق الجزائرية، ورغبة في تطوير علاقات إنتاجية تتعدى النمط التقليدي القائم على تبادل السلع والخدمات، مبرزًا وجود مشروع لمؤسسة برازيلية رائدة في صناعة الشاحنات تسعى لتجسيده في الجزائر.
أما سفير البرازيل بالجزائر، ماركوس فينيسيوس بينتا غاما، فقد اعتبر المنتدى فرصة ثمينة للمتعاملين الاقتصاديين لتوسيع آفاق الشراكة، لاسيما في القطاع الفلاحي، مشيرًا إلى أن بلاده تُعد من أبرز موردي الجزائر باللحوم، وفول الصويا، والقهوة.
التجربة الجزائرية في إنتاج التمور وزيت الزيتون
وأكد السفير إمكانية تطوير العلاقات لتشمل مشاريع فلاحية بالجزائر بالاستفادة من الخبرة البرازيلية، خاصة في مجال المكننة، فضلًا عن إقامة شراكات في مجال الآلات والمعدات، في مقابل استفادة البرازيل من تجربة الجزائر في إنتاج التمور وزيت الزيتون.
كما لفت إلى مشاورات جارية لإطلاق مشروع لإنتاج رافعات شاحنات برازيلية بالجزائر، داعيًا إلى وضع آليات قانونية ملائمة لحماية الاستثمارات عبر اتفاقيات لا تزال قيد التفاوض، معربًا عن أمله في أن تتوج اللقاءات الثنائية بين المتعاملين الاقتصاديين بتوقيع اتفاقيات ملموسة في المستقبل القريب.
من جهتها، ذكرت المكلفة بتسيير مديرية العلاقات التجارية البينية بوزارة التجارة الخارجية وترقية الصادرات، هاجر العربي، أن المبادلات التجارية بين الجزائر والبرازيل بلغت 4.32 مليار دولار أمريكي خلال سنة 2024، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 13.68 بالمائة مقارنة بسنة 2023، مضيفة أن البرازيل تحتل المرتبة السادسة في قائمة الشركاء التجاريين للجزائر، والمرتبة 12 من حيث الزبائن، بواردات بلغت 1.3 مليار دولار.
وتشمل صادرات الجزائر إلى البرازيل مواد مثل المعادن القابلة للاشتعال، الزجاج، المطاط، والمنتجات الطاقوية، في حين تستورد من البرازيل اللحوم، الآلات والمعدات، القهوة، والنسيج، بقيمة 3.01 مليار دولار.
دخول الأسواق الإفريقية
من جانبها، قدمت المديرة العامة للاستثمار الصناعي وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بوزارة الصناعة عرضًا حول فرص الاستثمار المتاحة بالجزائر، خصوصًا في مجالي الصناعات الميكانيكية والغذائية، مستعرضة حزمة الإصلاحات التي باشرتها الجزائر لتحسين مناخ الأعمال، ومنها قانون الاستثمار الجديد، وقانون النقد والقرض، وكذا الإطار التشريعي المنظم للعقار الاقتصادي.
أما المدير العام للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، شكيب إسماعيل قويدري، فقد أكد على أهمية التقارب القائم بين الجزائر والبرازيل، والذي يمكّنهما من التعاون المشترك لدخول الأسواق الإفريقية، مشيرًا إلى أن الجزائر باتت جاهزة لاستقطاب الاستثمارات البرازيلية.
وقد استعرض المشاركون من الجانب البرازيلي إمكانياتهم في قطاعات متعددة تشمل الفلاحة، الصناعة، الطيران، التكنولوجيا، والخدمات، في إطار بحثهم عن فرص لتأسيس شراكات مستقبلية واعدة.
وفي هذا السياق، وصف المسير التنفيذي للمبادلات التجارية بوكالة "أباكس برازيل"، أندري كويرو، الجزائر بـ "الشريك الأساسي" لبلاده في إفريقيا، داعيًا إلى استغلال الديناميكية الاقتصادية التي تعرفها الجزائر حاليًا للارتقاء بحجم المبادلات بين البلدين.
يُذكر أن المنتدى عرف تنظيم لقاءات ثنائية بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والبرازيليين، من المنتظر أن تتوّج بتوقيع عدد من الاتفاقيات في المستقبل القريب.
0 Comments: