مليونية خضراء في الجزائر
أشرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، ياسين مهدي وليد، رفقة وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، أمس، في ولاية تيزي وزو، على إعطاء إشارة انطلاق الحملة الوطنية لغرس مليون شجرة.
وأعطيت إشارة انطلاق هذه العملية التي تحمل شعار "خضراء بإذن الله" وتشمل مختلف ولايات الوطن، من غابة "أومالو" ببلدية أيت أقوعاشة دائرة لربعاء ناث إيراثن، علما أن هذا الموقع الذي مسّته الحرائق سيشهد غرس 1360 شجيرة من أشجار الفلين، بغية إعادة الاعتبار لهذا النّوع من الأشجار. وسجلت هذه الحملة إقبالا معتبرا للمواطنين ومنظمات المجتمع المدني على غرس أشجار الفلين التي تعد صنفا ذا قيمة اقتصادية عالية.
وفي تصريح للصحافة على هامش الانطلاق الرسمي لهذه الحملة عبّر السيّد وليد، عن ارتياحه للمشاركة الواسعة لملايين الجزائريين في حملة التشجير هذه، لافتا إلى أن الإحصائيات الأولى التي تصل إلى مصالحه من مختلف ولايات الوطن تشير إلى إمكانية تجاوز الهدف الأساسي لهذه الحملة المقدر بمليون شجيرة. وأضاف أن نجاح هذه الحملة يعود لروح التضامن لدى الجزائريين وإلى العمل الذي قامت به جمعية "الجزائر الخضراء" التي يترأسها فؤاد معلى، مذكّرا بالمناسبة بالأهمية الكبرى التي يوليها رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، لعملية التشجير.
من جهته أشاد حيداوي، بهذه المبادرة التي ـ كما قال ـ "تبرز القيم الوطنية والتضامن والتكافل بين الشّعب الجزائري"، مضيفا أن "الجزائريين يجتمعون اليوم لجعل الجزائر خضراء ومزدهرة"، معربا عن أمله في أن تصبح هذه العملية "تقليدا ينظّم بصفة دورية من أجل المساهمة في تعزيز قيم المواطنة". بدوره أكد رئيس جمعية "الجزائر الخضراء" فؤاد معلى، على ضرورة ترسيخ هذه العادة، مذكّرا بأهمية السّقي المنتظم للأشجار وحمايتها وهي المهمّة التي تضطلع بها على وجه الخصوص منظمات المجتمع المدني.
وسيتم خلال هذه العملية غرس مليون شجرة في 24 ساعة عبر التراب الوطني، من ضمنها 130.000 شجرة مثمرة تم تقديمها من طرف المديرية العامة للغابات، مع أخذ بعين الاعتبار الخصوصيات والظروف المناخية لكل منطقة. وتعد هذه الحملة الواسعة للتشجير تحدّيا بيئيا تم إطلاقه من طرف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، والمديرية العامة للغابات بالشراكة مع جمعية "الجزائر الخضراء" بهدف تعزيز الغطاء الغابي الوطني ومكافحة التصحّر وحرائق الغابات.
ويتضمن برنامج التشجير في ولاية تيزي وزو، غرس أزيد من 25.000 شجيرة من مختلف الأصناف الغابية والمثمرة على غرار البرقوق البري، التين، والزيتون، الأكاسيا، السرو، إكليل الجبل، وكذا عدد معتبر من أشجار الفلين وهذا بغية إعادة تشجير المناطق المتضررة من حرائق الغابات.
كما ستمسّ هذه العملية التي تعد مثالا عن تعبئة المواطنين والمؤسسات من أجل حماية البيئة، في إطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التغيّرات المناخية وتعزيز الاقتصاد الأخضر كل من الحظيرة الوطنية في جرجرة، مواقع غابية، الأحياء وعدد من المؤسسات التربوية ومراكز التكوين المهني عبر مختلف البلديات.شهدت أمس، مختلف النّواحي العسكرية مشاركة أفراد الجيش الوطني الشعبي في الحملة الوطنية للتشجير من خلال غرس كميات معتبرة من الأشجار من مختلف الأنواع، في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى حماية البيئة وتعزيز الغطاء النّباتي حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني.وأوضح المصدر ذاته، أن هذه الحملة عرفت مشاركة واسعة لمستخدمي الجيش الوطني الشعبي إلى جانب أعوان الغابات ومصالح الأمن الوطني والحماية المدنية، وكذا أفراد المجتمع المدني والجمعيات النّاشطة في مجال البيئة في مشهد تضامني يعكس وعيا متزايدا بقضايا البيئة والمناخ.
شهدت مختلف ربوع الوطن، أمس، مشاركة واسعة للمواطنين بمختلف فئاتهم في الحملة الوطنية لغرس مليون شجرة، التي أطلقتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، بالتعاون مع جمعية "الجزائر الخضراء"، وهذا وسط تجند غير مسبوق لإنجاح هذه المبادرة البيئية.
وشهدت الحملة مشاركة وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، من خلال مديرياتها عبر مختلف ولايات الوطن، وبمشاركة فاعلة من الأسرة الثورية، في الحملة الوطنية الكبرى للتشجير "مليون شجرة في يوم واحد"، حسبما أشار اليه بيان للوزارة. وأوضح المصدر ذاته ان هذه المشاركة تندرج في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى الحفاظ على البيئة والمحيط، وغرس قيم المواطنة والمشاركة الإيجابية، امتدادا لرسالة الجيل الذي غرس حرية الوطن بدمائه الطاهرة، ليواصل الأبناء اليوم غرس الحياة في ربوع الجزائر.

0 Comments: