الرئيس تبون |
اليوم الوطني للذاكرة: رسالة رئيس الجمهورية
نحتفي في الثامن من ماي باليوم الوطني للذاكرة، وفي هذه الذكرى تعود إلى أذهاننا مجازر 08 ماي 1945، التي أقدم على اقترافها الاستعمار بأقصى درجات الحقد والوحشية لإخماد سيرورة مد نضالي وطني متصاعد أدى إلى مظاهرات غاضبة عارمة انتفض خلالها الشعب الجزائري آنذاك معبرا عن تطلعه إلى الحرية والانعتاق.
في هذه الانتفاضة التاريخية الخالدة صنع الشعب الجزائري مشهدا ملحميا في سطيف وقالمة وخراطة وعين تموشنت وغيرها من المدن الجزائرية، أصاب الاستعمار بالذهول والجنون، ودفعه إلى ارتكاب جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية، وهو مشهد رهيب ومروع، جسد لحظة تاريخية مفصلية انعطفت بنضالات الحركة الوطنية ورصيدها عبر عقود من الزمن نحو المواجهة المسلحة التي قادها.
فيما بعد - رجال ترعرعوا في صلب النضال الوطني ففجروا ثورة التحرير، وألقوا بها إلى الشعب ليعتنقها وينخرط في مسارها البطولي العظيم ولقد جعلنا من ذكرى مجازر 08 ماي 1945، التي دفع فيها الشعب من دماء أبنائه خمسة وأربعين ألف (45000) شهيد، يوما وطنيا للذاكرة، اعتزازا بفصول المسيرة الوطنية الحافلة بالنضالات جيلا بعد جيل.
منذ أن وطئت أقدام الاستعمار أرضنا الطاهرة، وكانت مظاهرات 08 ماي، إحدى المحطات الدامية التي سجلها التاريخ الحديث في مصاف النماذج المعبرة عن مناهضة الاستعمار والتعلق بالحرية والكرامة، وواحدة من أعظم الأمثلة في العالم على حجم وعمق التضحيات والدماء والمآسي التي تكبدتها الشعوب المستعمرة ثمنا للتخلص من الظلم والهيمنة، واستعادة السيادة الوطني.
0 Comments: