‏إظهار الرسائل ذات التسميات البرازايل.. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات البرازايل.. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 26 أغسطس 2025

الجزائر والبرازيل: شراكة صاعدة بين الاقتصاد والدبلوماسية

الجزائر والبرازيل: شراكة صاعدة بين الاقتصاد والدبلوماسية

 

الجزائر والبرازيل
الجزائر والبرازيل

الجزائر والبرازيل: شراكة صاعدة بين الاقتصاد والدبلوماسية

في إطار مساعي الجزائر والبرازيل لتوطيد التعاون جنوب-جنوب، تم الإعلان في 19 أوت عن اتفاقية تسمح للجزائر باستيراد الأغنام الحيّة من البرازيل.

وحسب وكالة الأنباء البرازيلية العربية (ANBA)، فإنّ الاتفاق جاء بعد استكمال المفاوضات الصحية بين البلدين، واعتبرته وزارة الزراعة والثروة الحيوانية البرازيلية “فرصة تجارية كبرى”.

ورغم أن الجزائر فتحت أسواقها سابقًا أمام اللحوم البرازيلية الطازجة والمجمدة، إلا أنّ هذه هي المرة الأولى التي يُسمح فيها باستيراد الأغنام الحيّة من هذا البلد. ويُذكر أن الجزائر استوردت في عيد الأضحى الماضي نحو مليون رأس من الأغنام من رومانيا وإسبانيا فقط، ما يجعل هذه الخطوة تحوّلًا في تنويع مصادر التوريد.

من النفط واللحوم إلى مجالات أوسع

الاتفاق الجديد يُعبّر عن تطور نوعي في العلاقات التجارية بين الجزائر والبرازيل، إذ لم تعد مقتصرة على النفط واللحوم كما كان الحال تاريخيًا، بل شملت قطاعات زراعية وغذائية متعددة. هذا التوجه يعكس رؤية مشتركة نحو التنمية المستدامة وتعزيز التعاون ضمن محور الجنوب-جنوب.

الأسمدة والمواد الأولية: ارتفاع في الصادرات الجزائرية

العلاقات الاقتصادية لا تقتصر على الأغنام، فقد شهدت صادرات الجزائر من الأسمدة إلى السوق البرازيلية نموًا ملحوظًا. بين جانفي وأفريل 2025 بلغت قيمة هذه الصادرات 54.6 مليون دولار، بزيادة 44.2% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، لتصبح الأسمدة ثاني أهم منتج جزائري يدخل البرازيل بعد النفط.

كما تضاعفت صادرات الملح والكبريت ومواد البناء إلى البرازيل بنسبة 175.8%، ما يعكس تنويعًا متسارعًا في المبادلات.

الجزائر.. قوة صاعدة في سوق اللحوم البرازيلية

في قطاع اللحوم، برزت الجزائر كلاعب رئيسي سنة 2025، إذ أصبحت رابع أكبر مستورد عالمي للحوم البقر البرازيلية. خلال الشهرين الأولين من العام، استوردت الجزائر 15,900 طن، بزيادة قدرها 199% من حيث الكمية و254% من حيث القيمة مقارنة بسنة 2024.

هذا الارتفاع المفاجئ نقل الجزائر من المرتبة الأربعين إلى الرابعة عالميًا، لتتصدر قائمة الدول العربية المستوردة للحوم البرازيلية.

مؤشرات تجارية متباينة

رغم تسجيل انخفاض إجمالي في حجم المبادلات بنسبة 21.9% خلال الفترة نفسها، إلا أن مؤشرات التوسع في قطاعات جديدة تُظهر بداية تحوّل استراتيجي نحو تنويع التجارة الثنائية.

البرازيل في قلب السوق الجزائرية

عام 2024 بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 4.32 مليار دولار، بزيادة 13.68% مقارنة بـ2023. وبذلك أصبحت البرازيل سادس أكبر شريك تجاري للجزائر، فيما تُعد الجزائر المورّد الإفريقي الأول للبرازيل.

منتدى اقتصادي لتعميق الشراكة

في ماي الماضي، احتضن البلدان المنتدى الاقتصادي الجزائري-البرازيلي، الذي شكّل محطة محورية لفتح آفاق جديدة أمام التعاون، ووضع أسس لعلاقات أكثر استدامة.

تعاون سياسي ودبلوماسي متجذر

العلاقات الجزائرية-البرازيلية لا تقوم فقط على التجارة، بل تشمل تنسيقًا سياسيًا ودبلوماسيًا بارزًا. كلا البلدين يتبنيان مواقف متقاربة على الصعيد الدولي، أبرزها دعم التعددية ورفض التدخلات الأجنبية، مع السعي نحو نظام اقتصادي عالمي أكثر عدلاً.

شهادة دبلوماسية

السفير البرازيلي بالجزائر، ماركوس فينيسيوس بينتا غاما، وصف العلاقة بين البلدين بأنها “صداقة عميقة بين دولتين عظيمتين في الجنوب”. وهو توصيف يلخص الطابع الخاص لهذه الشراكة، التي تجمع بين الاقتصاد والسياسة، وتُظهر الجزائر والبرازيل كقوتين ناشئتين تواصلان بناء محور أكثر تأثيرًا في الساحة الدولية.

الأربعاء، 28 مايو 2025

مشاريع استثمارية برازيلية مرتقبة في الجزائر

مشاريع استثمارية برازيلية مرتقبة في الجزائر

 

 

البرازيل والجزائر

مشاريع استثمارية برازيلية مرتقبة في الجزائر

أكد المشاركون في منتدى الأعمال الجزائري-البرازيلي، أهمية الاستفادة المثلى من الفرص المتاحة من أجل إقامة شراكات مثمرة ودائمة تقوم على مبدأ "رابح-رابح".

ودعا مدير ترقية ودعم المبادلات الاقتصادية بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، رابح فصيح، في كلمته بالمناسبة، الفاعلين الاقتصاديين من الجانبين إلى العمل المشترك لتحديد صيغ مناسبة لإقامة شراكات اقتصادية مربحة ومستدامة تساهم في خلق الثروة ومناصب الشغل، تعبيرًا عن إرادة قيادتي البلدين.

وأشار المسؤول إلى وجود عدة قطاعات واعدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجزائر والبرازيل، من بينها الفلاحة، الصناعات الغذائية، الصناعة الميكانيكية، التجهيزات الكهرومنزلية والإلكترونية، الصحة، البيطرة، مواد البناء، والنقل، مؤكدًا أن هذه المجالات من شأنها رفع حجم المبادلات التجارية بين الطرفين.

وجرى تنظيم هذا المنتدى الاقتصادي من طرف الوكالة البرازيلية لترقية الصادرات والاستثمار، ووزارة الخارجية البرازيلية، وسفارة البرازيل في الجزائر، بالتعاون مع مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، وبمشاركة ممثلين عن عدد من القطاعات الوزارية والمؤسسات الاقتصادية، إلى جانب متعاملين اقتصاديين من البلدين، في إطار السعي لتعزيز التعاون الثنائي في مجالي التجارة والاستثمار.

اهتمام متزايد بالسوق الجزائرية

من جانبه، أوضح رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، كمال مولى، أن مشاركة أكثر من 24 متعاملًا اقتصاديًا برازيليًا في المنتدى تعكس اهتمامًا متزايدًا بالسوق الجزائرية، ورغبة في تطوير علاقات إنتاجية تتعدى النمط التقليدي القائم على تبادل السلع والخدمات، مبرزًا وجود مشروع لمؤسسة برازيلية رائدة في صناعة الشاحنات تسعى لتجسيده في الجزائر.

أما سفير البرازيل بالجزائر، ماركوس فينيسيوس بينتا غاما، فقد اعتبر المنتدى فرصة ثمينة للمتعاملين الاقتصاديين لتوسيع آفاق الشراكة، لاسيما في القطاع الفلاحي، مشيرًا إلى أن بلاده تُعد من أبرز موردي الجزائر باللحوم، وفول الصويا، والقهوة.

التجربة الجزائرية في إنتاج التمور وزيت الزيتون

وأكد السفير إمكانية تطوير العلاقات لتشمل مشاريع فلاحية بالجزائر بالاستفادة من الخبرة البرازيلية، خاصة في مجال المكننة، فضلًا عن إقامة شراكات في مجال الآلات والمعدات، في مقابل استفادة البرازيل من تجربة الجزائر في إنتاج التمور وزيت الزيتون.

كما لفت إلى مشاورات جارية لإطلاق مشروع لإنتاج رافعات شاحنات برازيلية بالجزائر، داعيًا إلى وضع آليات قانونية ملائمة لحماية الاستثمارات عبر اتفاقيات لا تزال قيد التفاوض، معربًا عن أمله في أن تتوج اللقاءات الثنائية بين المتعاملين الاقتصاديين بتوقيع اتفاقيات ملموسة في المستقبل القريب.

من جهتها، ذكرت المكلفة بتسيير مديرية العلاقات التجارية البينية بوزارة التجارة الخارجية وترقية الصادرات، هاجر العربي، أن المبادلات التجارية بين الجزائر والبرازيل بلغت 4.32 مليار دولار أمريكي خلال سنة 2024، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 13.68 بالمائة مقارنة بسنة 2023، مضيفة أن البرازيل تحتل المرتبة السادسة في قائمة الشركاء التجاريين للجزائر، والمرتبة 12 من حيث الزبائن، بواردات بلغت 1.3 مليار دولار.

وتشمل صادرات الجزائر إلى البرازيل مواد مثل المعادن القابلة للاشتعال، الزجاج، المطاط، والمنتجات الطاقوية، في حين تستورد من البرازيل اللحوم، الآلات والمعدات، القهوة، والنسيج، بقيمة 3.01 مليار دولار.

دخول الأسواق الإفريقية

من جانبها، قدمت المديرة العامة للاستثمار الصناعي وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بوزارة الصناعة عرضًا حول فرص الاستثمار المتاحة بالجزائر، خصوصًا في مجالي الصناعات الميكانيكية والغذائية، مستعرضة حزمة الإصلاحات التي باشرتها الجزائر لتحسين مناخ الأعمال، ومنها قانون الاستثمار الجديد، وقانون النقد والقرض، وكذا الإطار التشريعي المنظم للعقار الاقتصادي.

أما المدير العام للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، شكيب إسماعيل قويدري، فقد أكد على أهمية التقارب القائم بين الجزائر والبرازيل، والذي يمكّنهما من التعاون المشترك لدخول الأسواق الإفريقية، مشيرًا إلى أن الجزائر باتت جاهزة لاستقطاب الاستثمارات البرازيلية.

وقد استعرض المشاركون من الجانب البرازيلي إمكانياتهم في قطاعات متعددة تشمل الفلاحة، الصناعة، الطيران، التكنولوجيا، والخدمات، في إطار بحثهم عن فرص لتأسيس شراكات مستقبلية واعدة.

وفي هذا السياق، وصف المسير التنفيذي للمبادلات التجارية بوكالة "أباكس برازيل"، أندري كويرو، الجزائر بـ "الشريك الأساسي" لبلاده في إفريقيا، داعيًا إلى استغلال الديناميكية الاقتصادية التي تعرفها الجزائر حاليًا للارتقاء بحجم المبادلات بين البلدين.

يُذكر أن المنتدى عرف تنظيم لقاءات ثنائية بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والبرازيليين، من المنتظر أن تتوّج بتوقيع عدد من الاتفاقيات في المستقبل القريب.