|
سوناطراك الجزائرية |
على الرغم من أن توجهات الحكومة الجادة في تبني خيار التحرّر التدريجي من الاقتصاد القائم على الريع النفطي، من خلال تشجيع مختلف الفروع الإنتاجية الأخرى، والعمل على رفع قدرات تصديرها نحو الأسواق الخارجية، موازاة مع التوجه إلى تجسيد الإستراتيجية الوطنية للانتقال والتحول الطاقوي، إلا أن قطاع المحروقات لا يزال أحد أهم الركائز للاقتصاد الوطني، ترجمته النتائج المسجلة من قبل مجمع سوناطراك، إذ يواصل تحقيق الاكتشافات والاستثمار في مختلف النشاطات.
وتعتبر فترة السنة والنصف الأخيرة من أفضل الفترات على مجمع سوناطراك، الأمر الذي عكسته الحصيلة الرسمية للمؤسسة، لتؤكد على مكانة هذه الأخيرة على المستوى الإقليمي، القاري والعالمي، فضلا عن الوطني، بينما يكشف البرنامج المسطر للمجمع على المواصلة في القيام بهذا الدور على المدى المنظور.
وتشير أرقام سوناطراك إلى أن المجمع حقق منذ بداية السنة الماضية، 23 اكتشاف نفط وغاز منها 15 اكتشافا في عام 2022، بينها 3 اكتشافات بالشراكة، بالإضافة إلى 8 اكتشافات أخرى خلال 2023 إلى غاية نهاية ماي الماضي، وهي النتائج تقوم بدور بارز في الإسهام في تجديد احتياطيات الجزائر من المحروقات، بالإضافة إلى تدعيم موقف سوناطراك ومكانتها في السوق الدولية للنفط والغاز.
وموازاة مع المرونة التي يعرضها قانون المحروقات في نسخته المعدلة في التعامل مع الشركاء، فإنّ حصيلة الاكتشافات المحققة من قبل سوناطراك بمفردها تؤكد على الخبرة التي اكتسبتها هذه المؤسسة في نشاطات المنبع والمصب على السواء، إذ يفوق عدد الاكتشافات المحققة بالجهود الفردية تلك التي تتم في إطار الشراكة، على الرغم من أن القطاع الطاقوي والإطار القانوني الذي يحكم نشاطاته المختلفة يفتح المجال ويقدم تحفيزات كبيرة لاستثمار الشركات الأجنبية في هذا المجال.
ومن بين الاكتشافات، ذكرت حصيلة سوناطراك اكتشاف الغاز المكثف بمحيط عين أمناس 2 بحوض إليزي، واكتشافات بالشراكة مع إيني الايطالية في كتلة الاستكشاف سيف فاطمة 2 الواقعة على مستوى حوض بركين، فضلا عن اكتشاف بمنطقة البحث بتاغيت في حوض بشار، اعتبرها المجمع دليلا على وجود إمكانيات غازية هامة في هذه المنطقة.
كما سجلت سوناطراك "اكتشافا مهما للغاز المكثف على مستوى محيط الاستغلال في حقل حاسي الرمل، حيث تم تحديد كميات كبيرة من المحروقات تقدر ما بين 100 و340 مليار متر مكعب من الغاز المكثف، معتبرة أن "هذه الأحجام من أكبر عمليات إعادة تقييم الاحتياطيات خلال العشرين سنة الماضية".
وبناء على هذه المعطيات، تشير التوقعات ومستوى معدلات أسعار المحروقات في السوق العالمية إلى أنّ وتيرة الصادرات المسجلة ستستمر في الارتفاع خلال السنة الجارية، من منطلق أن الأرقام الرسمية لسوناطراك، كانت قد كشفت أن قيمة صادراته قاربت 60 مليار دولار خلال سنة 2022، موازاة مع ارتفاع الإنتاج الأولي للمحروقات بنسبة 2 في المائة في نفس الفترة، كما بلغ حجم الاستثمار ما يعادل 5.5 مليار دولار.
وعلى هذا الأساس، فقد انتقل الإنتاج الأولي للمحروقات من 185.2 مليون طن مكافئ بترول في 2021 إلى 189.26 مليون طن مكافئ نفط خلال السنة الماضية، مسجلا ارتفاعا بنسبة 2 في المائة، لا سيما وأن سوناطراك تؤكد المواصلة في البرنامج الاستثماري، من خلال إطلاق 5 مشاريع بالأموال الخاصة للمجمع، بالإضافة إلى أخرى بالشراكة مع شركات دولية، من أجل تطوير إنتاج الكهرباء والطاقة المتجددة لفائدة مواقع الإنتاج.