‏إظهار الرسائل ذات التسميات رفع الرواتب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رفع الرواتب. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 29 ديسمبر 2022

 الجزائر أمام فرصة تاريخية للانتقال إلى قوة اقتصادية

الجزائر أمام فرصة تاريخية للانتقال إلى قوة اقتصادية

الرئيس عبد المجيد تبون
الرئيس عبد المجيد تبون

 من قرار رفع رواتب الموظفين إلى تصريحات رئيس البلاد عبد المجيد تبون، المتفائلة جدا، وتهافت أوروبي غير مسبوق على غازها، تودع الجزائر 2022، وهي تأمل في ان يكون العام المقبل الذي رصدت له أكبر موازنة منذ استقلالها، موعدا حقيقيا للازدهار والرفاه، وتحقيق الانجازات الضخمة التي تجعل منها قوة إقليمية حقيقية.


عندما قال الرئيس تبون، انه يتطلع لأن تنضم الجزائر إلى مجموعة " البريكس" قبل نهاية العام المقبل، فهو بذلك يكون قد درس بدقة مع مستشاريه، المؤشرات الاقتصادية الكلية للبلاد، خاصة في ظل الأرقام القياسية التي بلغها سعر الغاز في الأسواق الدولية، وبقاء برميل النفط في مستوى مرض جدا يفوق السعر المرجعي الذي حدده قانون الموازنة لعام 2021، مما ساهم في ارتفاع احتياط النقد الأجنبي إلى حد فاق كل التوقعات.


يدرك تبون، وخبراء الاقتصاد، أن زيادة الاستثمارات وتحسين الانتاج في الكثير من القطاعات بهدف رفع الناتج الداخلي الخام السنوي إلى 200 مليار دولار، كفيل بتحقيق كامل الأهداف المخططة، والحد من تناقضات السوق المحلية التي ميزها حتى الآن بلوغ أسعار الخضار والفواكه واللحوم، لمستويات قياسية انهكت جيوب الكثير من السكان.


إن الجزائر البلد القارة تملك كل مقومات تحقيق النهضة الاقتصادية؛ ليس فقط لكونها تمتلك المحروقات، ولكن لتوفرها على ثروة لا تنضب من الخيرات والامكانات التي لو يتم استغلالها على النحو الأمثل، ستجعل شعبها يعيش الرخاء والنمو على غرار شعوب بقية الدول الغنية. لكن إن كان القائمون على البلاد لا يدركون ما يفكر فيه هذا الشعب من ضرورة تطوير البنى التحتية والاستثمار بقوة في الموارد البشرية، إلى جانب الزراعة، والسياحة والخدمات والطاقات المتجددة.


يقول الخبير الدولي في مجال الطاقة مراد برور، إنه لم يسبق أن كانت الجزائر في موقع قوة في مفاوضاتها مثلما هي عليه في الوقت الحالي، بل أمامها اليوم " فرصة لن تكرر أبدا"، خاصة في ظل التقلبات السريعة لأسواق الطاقة في ظل الأزمات العالمية والاقتصادية المتعددة.


يفسر برور، تهافت الدول الأوروبية على الجزائر بما فيها تلك التي لا تربطها بها علاقات معروفة وسابقة، لإدراكها بأن هذا البلد بات شريكا موثوقا به وذو مصداقية خاصة بعدما أوفى بعقود الغاز حتى خلال موجة العنف التي شهدها في تسعينيات القرن الماضي، وخلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى، وانهيار المنظومة الاقتصادية التي سجلت خسائر بملايير الدولارات.


لم يعد الغاز والنفط، الورقة الوحيدة التي تملكها الجزائر في مجال الطاقة، فهي توفر أكثر من 3500 ساعة شمس، وهناك الهيدروجين الأخضر والأمونيا والكهرباء التي تأمل في تصدير الفائض منها في المنظور القريب باتجاه أوروبا، وهو ما يجعلها في موقع تفاوضي قوي من جميع الجوانب ومع جميع الأطراف.


عودة الجزائر للساحة الأفريقية لها ما يبررها، فهي تروج لإنشاء منطقة للتبادل الحر ضمن استراتيجيتها القائمة على "التنويع المثمر للشركاء الاقتصاديين والتجاريين"، ونيل حصتها من سوق واعدة ذات نمو لا يقل عن ثلاثة آلاف مليار دولار.