الأربعاء، 13 أغسطس 2025

الجزائر قوة إقليمية وصوت محترم على الساحة الدولية

الجزائر قوة إقليمية وصوت محترم على الساحة الدولية

 

عطاف ووزير خارجية الصومال
عطاف ووزير خارجية الصومال

الجزائر قوة إقليمية وصوت محترم على الساحة الدولية

تم أول أمس، بالجزائر العاصمة، تدشين المقر الجديد لسفارة جمهورية الصومال الفدرالية بالجزائر، بحضور كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلفة بالشؤون الإفريقية، سلمة بختة منصوري، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالي، عبد السلام عمر عبدي علي.

وأوضحت منصوري، في كلمة لها بالمناسبة أن هذا المقر الذي "يحمل تدشينه في طياته رمزية كبيرة ودلالات عميقة، ليس مجرد مبنى دبلوماسي بل هو جسر جديد للتواصل ومنبر لتعزيز التعاون، ورمز حي على متانة الروابط الأخوية التي تجمع بلدينا وشعبينا الشقيقين".

وأضافت أن هذه المحطة البارزة تأتي في إطار زيارة رسمية لوزير الخارجية الصومالي، والتي أجرى خلالها محادثات مثمرة مع عدد من كبار المسؤولين الجزائريين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشارك خاصة في سياق عضوية كل من الجزائر 

والصومال في مجلس الأمن الدولي، وما يتيحه ذلك من فرص إضافية للتشاور والتنسيق حول القضايا المدرجة في جدول أعمال المجلس.

وفي السياق ذاته، أكدت منصوري، أن الجزائر والصومال جمعتهما عبر التاريخ روابط أخوية صادقة وتضامن في السرّاء والضرّاء، وتعاون في المحافل الإقليمية والدولية دفاعا عن القضايا العادلة.

وتابعت قائلة "ونحن نحتفل بافتتاح هذا المقر الدبلوماسي الجديد، فإننا نؤكد عزمنا المشترك على مواصلة هذا النّهج وتوسيع آفاق التعاون بما يخدم مصالح شعبينا ويسهم في استقرار وازدهار منطقتنا، ويعزّز العمل الإفريقي المشترك في الدفاع عن قضايا قارتنا وتحقيق تطلعاتها نحو السلم والتنمية".

من جهته أكد الوزير عبد السلام عبدي علي، أن هذه المناسبة "تمثل معلما هاما في العلاقة الأخوية الدائمة بين الصومال والجزائر، وهي تدل على التزامنا الثابت بالارتقاء بعلاقاتنا الثنائية إلى مستويات غير مسبوقة"، مشيرا إلى أن هذا "أكثر بكثير من مجرد افتتاح بعثة دبلوماسية، إنه تجسيد مادي لقرابة عميقة الجذور وتاريخ ومصير مشترك بين بلدينا وشعبينا".

كما يأتي هذا التدشين -يقول- الوزير عبد السلام عبدي "في وقت تخطو فيه الصومال بقيادة الرئيس حسن شيخ محمود، خطوات كبيرة في بناء الدولة والأمن والانتعاش الاقتصادي"، مضيفا أن الجزائر بصفتها "قوة إقليمية وصوتا محترما على الساحة العالمية شريك لا غنى عنه".

واستذكر وزير الخارجية الصومالي، بالمناسبة دعم الجزائر الثابت للصومال في أوقات التحدّي، مبرزا أن هذا التضامن لم يكن دبلوماسيا فحسب، بل كان تعبيرا عن الروابط الأخوية العميقة بين شعبي البلدين. يذكر أن مراسم التدشين جرت بحضور أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في الجزائر. 

3500 مليار ضمانات تمويل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

3500 مليار ضمانات تمويل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

 

صندوق ضمان قروض الاستثمار للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
صندوق ضمان قروض الاستثمار للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

3500 مليار ضمانات تمويل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

كشف صندوق ضمان قروض الاستثمار للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، في حصيلته السنوية أنه منح خلال سنة 2024، خارج القطاع الفلاحي ضمانات لتمويلات مصرفية تجاوزت 35 مليار دينار مقابل حوالي 28 مليار دينار في سنة 2023.

أوضح الصندوق، أنه كفل خلال السنة الماضية، 561 عملية قرض استثماري بقيمة إجمالية فاقت 35 مليار دينار، مسجلا زيادة بنسبة 30 بالمائة في عدد الملفات مقارنة بسنة 2023 (431 ملف) وارتفاعا بنسبة 26 بالمائة من حيث القيمة.

ويعود تأسيس الصندوق إلى سنة 2006، حيث يختص في منح الضمانات المالية للبنوك مقابل دفع مبلغ 0.5 بالمائة من قيمة القرض، وذلك لتغطية جزء كبير من المخاطر المحتملة في حال عدم السداد، بما يساهم في تشجيع تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتسهيل وصولها إلى القروض.

ومنذ انطلاق نشاطه منح الصندوق ضمانات لصالح 5256 مشروع استثماري بقيمة إجمالية للقروض المضمونة تجاوزت 114 مليار دينار إلى غاية نهاية 2024، وبلغت قيمة التعويضات المسجلة في سنة 2024 نحو 2.3 مليار دينار، فيما بلغ المجموع الكلي للتعويضات 8.6 مليار دينار منذ تأسيس الصندوق.

وفي مجال الرقمنة واصل الصندوق خلال 2024، تطوير نسخته الجديدة من المنصة الإلكترونية "e-garantie" التي أُطلقت في 2023 بهدف تحسين فعالية الخدمات المقدمة للبنوك والمؤسسات المالية.

وتتيح هذه المنصة للشركاء البنكيين الاشتراك الفوري في الضمان مع تبادل جميع الوثائق التعاقدية إلكترونيا، بما في ذلك طلبات الضمان، جداول السداد، الفواتير واستمارات التصريح بالخسائر.

كما اتخذ الصندوق عدة إجراءات خلال سنة 2024، لضمان الامتثال للقانون رقم 18-07 المتعلق بحماية الأشخاص الطبيعيين في معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي، بما يعزز أمن البيانات ويحمي خصوصية جميع الأطراف المعنية حسب ما تضمنته نفس الحصيلة

الثلاثاء، 12 أغسطس 2025

الجزائر تعزز صادراتها غير النفطية وتوسع تنويعها الاقتصادي

الجزائر تعزز صادراتها غير النفطية وتوسع تنويعها الاقتصادي

 

صادرات
صادرات

الجزائر تعزز صادراتها غير النفطية وتوسع تنويعها الاقتصادي

سجلت صادرات الجزائر من السلع غير النفطية خلال السنوات الأخيرة أداءً قوياً، حيث حافظت على مستويات متقدمة مقارنة بفترة ما قبل عام 2019، رغم ما شهدته الأسواق العالمية من تقلبات في الأسعار وتباطؤ ملحوظ في حركة التجارة الدولية.

نمو ملحوظ في قيمة الصادرات بين 2019 و2022

ارتفعت قيمة صادرات الجزائر غير النفطية بشكل كبير، إذ انتقلت من 249.1 مليار دينار في 2019 إلى مستوى قياسي بلغ 826.4 مليار دينار في 2022، وذلك بفضل توسيع قاعدة المنتجات الموجهة للأسواق الخارجية، والتي تضم مواد غذائية وزيوت ودهون، إضافة إلى منتجات كيميائية، وصناعات متنوعة تشمل الآلات ومعدات النقل.

استمرار التنويع رغم تراجع الأسعار العالمية

مع انخفاض أسعار المواد الأساسية في الأسواق العالمية خلال عامي 2023 و2024، واصلت الجزائر جهودها في تنويع سلة صادراتها، معززة وجودها في الأسواق الدولية من خلال تطوير منتجات متعددة، ما ساهم في المحافظة على تنافسيتها.

مؤشرات إيجابية للربع الأول من 2025

سجلت الصادرات غير النفطية في الربع الأول من 2025 قيمة تصل إلى 116.9 مليار دينار (حوالي 885 مليون دولار)، مع زيادة في متوسط الأسعار بنسبة 5.8% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق. هذا النمو في القيمة السعرية جاء رغم تراجع حجم الصادرات العالمية بنسبة 16%. وبيّنت البيانات أن معظم فئات المنتجات غير النفطية شهدت ارتفاعاً في أسعارها، مع استثناء المواد الغذائية والمشروبات والتبغ، في حين استمرت فئة الآلات ومعدات النقل في تحقيق معدلات نمو ملحوظة بنسبة 16.1% منذ العام الماضي.

نجاح الاستراتيجية الوطنية للتنويع الاقتصادي

يرى خبراء الاقتصاد أن هذه النتائج تعكس نجاح السياسات الوطنية في التنويع الاقتصادي، التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على صادرات المحروقات، وتنمية قطاعات صناعية وزراعية وخدمية قادرة على المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية، مما يسهم في بناء اقتصاد أكثر مرونة واستدامة.

الجزائر تستعرض استراتيجيتها الطاقوية في قمة كيب تاون 2025

الجزائر تستعرض استراتيجيتها الطاقوية في قمة كيب تاون 2025

 

قمة كيب تاون

الجزائر تستعرض استراتيجيتها الطاقوية في قمة كيب تاون 2025

تتجه الجزائر نحو كيب تاون بجنوب إفريقيا للمشاركة في مؤتمر أسبوع الطاقة الإفريقي، المزمع عقده من 29 سبتمبر إلى 3 أكتوبر 2025، حيث ستعرض خطة استثمارية ضخمة تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار خلال الفترة الممتدة من 2024 حتى 2028.

تمثل هذه المشاركة دفعة قوية تعكس إرادة الجزائر في تعزيز تواجدها على الخارطة الدولية للطاقة، عبر تطوير مشاريع الاستكشاف والإنتاج في قطاع المحروقات، في إطار رؤية استراتيجية متكاملة يقودها الرئيس عبد المجيد تبون، تهدف إلى جعل البلاد منصة طاقوية رائدة على المستوى الإقليمي والدولي.

الغاز والهيدروجين الأخضر: أولويات استراتيجية

تعطي الخطة الوطنية أولوية واضحة لرفع إنتاج الغاز الطبيعي، مع إطلاق استثمارات واسعة في مجال الهيدروجين الأخضر، إلى جانب تطوير البنية التحتية الإقليمية الداعمة لهذا التحول، مما يؤسس لمسار نمو اقتصادي مستدام وطويل الأمد.

وفي فعاليات مؤتمر AEW، الذي يحمل شعار “الاستثمار في الطاقات الإفريقية”، ستعرض الجزائر استراتيجيتها الوطنية محورها، مع إبراز فرص الاستثمار المتاحة، إضافة إلى الإصلاحات التشريعية التي ساهمت في تحسين بيئة الأعمال وتعزيز جاذبيتها للمستثمرين.

منح امتيازات جديدة وتعزيز خطط الاستكشاف

خلال الفترة 2024-2025، منحت شركة سوناطراك 11 امتيازًا نفطيًا بريًا بمساحات واسعة تتراوح بين 4,740 و50,000 كيلومتر مربع، في مناطق تتمتع بإمكانات نفطية عالية.

وشملت هذه الامتيازات مواقع جديدة بالكامل (Greenfield)، بالإضافة إلى حقول سبق استثمارها (Brownfield)، ضمن خطة خمسية تستهدف زيادة الإنتاج المحلي وجذب استثمارات أجنبية نوعية.

إصلاحات قانونية لتحفيز الاستثمار

شهد عام 2019 إصدار قانون جديد للمحروقات يقدم حوافز ضريبية محسنة مقارنة بقانون 2013، ما ساعد في تثبيت إنتاج الغاز الطبيعي عند 10 مليارات قدم مكعب يوميًا، مع وضع هدف رفع الإنتاج إلى 200 مليار متر مكعب خلال خمس سنوات قادمة.

شراكات عالمية مع كبرى شركات الطاقة

نجحت الجزائر في استقطاب تعاون شركات عملاقة في قطاع الطاقة، من بينها:

ـ إكسون موبيل وشيفرون لتطوير حقول أهنت وقورارة وبركين.

ـ إيني وإكوينور لإعادة تأهيل حقول إن صالح وإن أميناس.

ـ توتال إنرجيز لتطوير حقل تيميمون.

وفي الوقت نفسه، عززت سوناطراك استثماراتها في حقول زرزاتين ومجمع الغاز العرار، محققة ثمانية اكتشافات جديدة خلال عام 2024، مع تحديد هدف إنتاج يبلغ 1.2 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2025.

الهيدروجين الأخضر: مستقبل الطاقة حتى 2030

تضع الجزائر الهيدروجين الأخضر في صلب استراتيجيتها الطاقوية، عبر مشاريع كبرى منها مشروع “SoutH2 Corridor”، وهو خط أنابيب يمتد لمسافة 3,300 كيلومتر بالشراكة مع أوروبا، بهدف نقل أربعة ملايين طن من الهيدروجين سنويًا بحلول عام 2030، مع الاستناد إلى تحديث وتطوير البنى التحتية القائمة للغاز.

نحو مركز طاقوي إفريقي متقدم

تسعى الجزائر، من خلال الجمع بين جهود الاستكشاف المتقدمة، والإصلاحات الجاذبة للاستثمار، والتعاون الدولي، إلى ترسيخ مكانتها كمحور طاقوي محوري في إفريقيا. وقد وصف إن جاي آيوك، رئيس غرفة الطاقة الإفريقية، هذا التحول بأنه ثمرة مباشرة للقيادة الحكيمة للرئيس تبون ورؤيته الواضحة التي تجعل من السوق الجزائرية بيئة تنافسية وجاذبة للاستثمارات.

الاثنين، 11 أغسطس 2025

الجزائر إثيوبيا… تحالف متجدد على أسس التاريخ والمصالح الاستراتيجية

الجزائر إثيوبيا… تحالف متجدد على أسس التاريخ والمصالح الاستراتيجية

 

الجزائر إثيوبيا
الجزائر إثيوبيا

الجزائر إثيوبيا… تحالف متجدد على أسس التاريخ والمصالح الاستراتيجية

في مقال نشره موقع “إندبندنت عربية” بعنوان “زيارات متبادلة واتفاقات… ماذا تريد إثيوبيا من الجزائر؟”، أعدّه الباحث في الشؤون الإفريقية هاشم علي حامد محمد، جرى التطرق بإسهاب إلى الخلفيات التاريخية والسياسية التي شكلت قاعدة صلبة للعلاقات الجزائرية – الإثيوبية، وكيف تطورت إلى شراكة استراتيجية شاملة، تجمع بين البعد السياسي والاقتصادي والأمني.

زيارات رفيعة المستوى تعكس الزخم

أوضح الباحث أن زيارة وزير الخارجية الإثيوبي جيديون طيموتيوس إلى الجزائر في أوت الجاري لم تكن حدثًا بروتوكوليًا عابرًا، بل جاءت بعد سلسلة تحركات دبلوماسية مكثفة، أبرزها زيارة رئيس الوزراء آبي أحمد إلى الجزائر في أوت 2022، التي مثّلت أول زيارة رسمية له منذ توليه منصبه.

هذه الزيارات، بحسب المقال، تشير إلى وجود أجندة واضحة لدى الطرفين لتقوية روابط التعاون، ليس فقط على مستوى الحكومات، بل أيضًا عبر قنوات اقتصادية وتجارية وأمنية. الزخم الدبلوماسي يعكس رغبة متبادلة في استثمار المناخ الإقليمي المضطرب لإعادة رسم موازين القوة في القارة، خاصة أن الجزائر تملك ثقلًا مغاربيًا وعربيًا، فيما تعد إثيوبيا لاعبًا رئيسيًا في شرق إفريقيا.

جذور تاريخية ومواقف مشتركة

ترتبط الجزائر وإثيوبيا بتاريخ طويل من التعاون والتضامن، بدأ منذ ستينيات القرن الماضي في سياق حركات التحرر الإفريقية. في تلك المرحلة، جمع النضال ضد الاستعمار بين قادة البلدين؛ الإمبراطور هيلاسلاسي والرئيس هواري بومدين، اللذان كانا من أبرز المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية عام 1963.

هذا التاريخ المشترك لم يكن مجرد شعارات، بل تجسّد في دعم الجزائر للحركات المناهضة للاستعمار في إفريقيا، بما في ذلك الموقف المؤيد لإثيوبيا في مواجهة النزاعات الإقليمية. كما لعبت الجزائر دورًا دبلوماسيًا محوريًا في إنهاء الحرب بين إثيوبيا وإريتريا (1998-2000) من خلال رعاية “اتفاق الجزائر”، وهو ما عزز صورتها كوسيط نزيه في القارة.

أبعاد سياسية واقتصادية

يشير المقال إلى أن التقارب الجزائري – الإثيوبي اليوم يتجاوز الرمزية التاريخية، إذ أصبح قائمًا على حسابات سياسية واقتصادية دقيقة. إثيوبيا ترى في الجزائر بوابة نحو العالم العربي، خاصة مع توتر علاقاتها مع مصر والسودان بسبب ملف سد النهضة. ومن خلال هذه الشراكة، يمكن لإثيوبيا كسب دعم عربي محايد نسبيًا، ما يمنحها مساحة للمناورة الدبلوماسية.

أما الجزائر، فتنظر إلى إثيوبيا كحليف استراتيجي في شرق إفريقيا، ومقر لمؤسسات الاتحاد الإفريقي، بما يتيح لها تعزيز حضورها في دوائر صنع القرار القاري. اقتصاديًا، تمثل إثيوبيا سوقًا صاعدة في مجالات الطاقة، والبنية التحتية، والزراعة، وهي قطاعات يمكن للجزائر الاستثمار فيها بما يخدم التنويع الاقتصادي الذي تسعى إليه.

خطوات عملية لتعزيز الشراكة

من أبرز مظاهر هذا التعاون، توقيع بروتوكول شراكة شامل يغطي قطاعات حيوية مثل الصناعة والزراعة والتعليم والتدريب الفني والتعاون الأمني. ويمثل إطلاق خط جوي مباشر بين الجزائر وأديس أبابا في سبتمبر 2023 خطوة عملية لتعزيز التواصل اللوجستي والتجاري، خاصة أن هذا الخط يربط شمال إفريقيا بشرقها بشكل أسرع وأكثر فاعلية.

الباحث يشير إلى أن هذه الخطوة ليست مجرد وسيلة نقل، بل هي ركيزة لفتح مجالات أوسع للتبادل التجاري والسياحي، وتسهيل وصول السلع الجزائرية إلى أسواق شرق إفريقيا، والعكس صحيح بالنسبة للصادرات الإثيوبية.

سد النهضة… البعد العربي في الحسابات الإثيوبية

واحدة من النقاط الجوهرية التي يسلط عليها المقال الضوء هي البعد العربي في تفكير إثيوبيا بشأن سد النهضة. فبينما تشهد علاقاتها مع مصر والسودان توترات حادة، ترى في الجزائر شريكًا عربيًا لا ينحاز لطرف ضد الآخر، وقادرًا على لعب دور وساطة مقبول.

الجزائر، بدورها، توازن بين التضامن العربي ومصالحها الإفريقية، ما يمنحها موقعًا فريدًا يمكن أن تستخدمه لخفض التوترات، وتعزيز الحوار، وربما صياغة تفاهمات حول إدارة الموارد المائية في حوض النيل الأزرق.

رؤية إفريقية موحدة

أشاد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال لقائه نظيره الإثيوبي، بالعلاقات التي وصفها بـ”النموذجية”، مؤكدًا أنها تمثل نموذجًا للتعاون الإفريقي – الإفريقي القائم على قيم التضامن ووحدة المصير.

كما أورد المقال تصريحات لرئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية، ياسين أحمد، الذي اعتبر أن الشراكة بين البلدين لم تعد تقليدية، بل صارت جزءًا من استراتيجية مشتركة لخدمة أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، التي تهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي والأمني للقارة، وتوحيد المواقف الإفريقية في القضايا الدولية، مثل إصلاح مجلس الأمن ومنح إفريقيا مقعدًا دائمًا.

ردود الفعل الإقليمية والتحديات

يشير المقال إلى أن هذا التقارب قد يُنظر إليه بحذر من بعض الأطراف، مثل المغرب الذي تربطه علاقات تنافسية مع الجزائر، أو مصر التي قد تعتبر أن أي تقارب جزائري – إثيوبي قد يؤثر على مواقف الجزائر في ملف سد النهضة. ومع ذلك، فإن التحليل يرى أن الجزائر حريصة على عدم الدخول في تحالفات ضد أطراف عربية، وأن علاقاتها مع إثيوبيا تهدف بالأساس لتعزيز حضورها القاري.

لكن التحديات تبقى قائمة، خاصة في ظل التنافس الدولي على إفريقيا، حيث تتصارع قوى كبرى مثل الصين والولايات المتحدة وروسيا على النفوذ الاقتصادي والسياسي. الجزائر وإثيوبيا، إذا لم تحافظا على استقلالية قراراتهما، قد تجد كل منهما نفسه مضطرًا لترجيح كفة طرف خارجي على حساب الآخر.

آفاق مستقبلية

في ختام مقاله، يرى الباحث أن مستقبل العلاقات الجزائرية – الإثيوبية يعتمد على ثلاثة عناصر أساسية:

ـ الإرادة السياسية للحفاظ على الشراكة بعيدًا عن الاستقطابات الإقليمية.

ـ تعميق التعاون الاقتصادي ليصبح ركيزة تحمي العلاقة من التقلبات السياسية.

ـ الاستفادة من الأطر الإفريقية، مثل الاتحاد الإفريقي ومبادرات التكامل الإقليمي، لضمان أن يكون هذا التحالف جزءًا من مشروع قاري شامل

مجلة الجيش: جيش متلاحم مع الشعب يزداد مهابة ورفعة

مجلة الجيش: جيش متلاحم مع الشعب يزداد مهابة ورفعة

 

الجيش
 الجيش

مجلة الجيش: جيش متلاحم مع الشعب يزداد مهابة ورفعة

أحيت مجلة الجيش، في عددها الأخير، الذكرى الرابعة لليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي الذي أقره رئيس الجمهورية، قبل ثلاث سنوات تخليدا لتحوير جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي يوم 4 أوت 1962.

وأكدت المجلة ان هذا اليوم الذي يعد مناسبة لشحذ الهمم وتقوية العزائم لمواصلة مسار تعزيز قدرات منظومة دفاعنا الوطني وجاهزيتها العملياتية الذي قطعت قواتنا المسلحة على دربه أشواطا كبرى بكل حزم وإصرار هو تكريم من الجزائر لجيشها الوطني الشعبي واحتفاء للجزائريين بأبنائهم المنخرطين في صفوفه.

وجددت المجلة في عدد هذا الشهر ان “جيش متلاحم مع الشعب يزداد مهابة ورفعة لما يحظى به من مكانة في وجدان الأمة ويزداد تمرسا واقتدارا لما يتحلى به الضباط والجنود وكافة المنتسبين إليه من وطنية والتزام”، مثلما أكده رئيس الجمهورية.

وأضافت في إفتتاحيتها إذ تشهد بلادنا تحولات بارزة وديناميكية حديثة على كافة المستويات حيث عادت من جديد لتتبوأ مكانتها المستحقة بحضورها القوي والفاعل في مختلف المحافل والهيئات الإقليمية والدولية على غرار عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي وعضويتها في مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي الذي تولت رئاسته هذا الشهر إلى جانب ظفرها بنيابة رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي ونيابة رئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.

وإختتمت الإفتتاحية ان الجزائر أضحت شريكا لا مناص منه وفاعلا محوريا إقليميا ودوليا، بفضل سياستها الحكيمة وسعيها المستمر من أجل استتباب الأمن والسلم في العالم وتعزيز التنمية المستدامة، وفق مبادئ ثابتة، ترتكز على احترام الشرعية الدولية ومساندة القضايا العادلة وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والصحراوية