الخميس، 28 أغسطس 2025

الجزائر تعزز جسور الطيران مع الصين: خط مباشر بين الجزائر وغوانغزو برؤية اقتصادية واستراتيجية

الجزائر تعزز جسور الطيران مع الصين: خط مباشر بين الجزائر وغوانغزو برؤية اقتصادية واستراتيجية

 

طيران الجزائر
طيران الجزائر

الجزائر تعزز جسور الطيران مع الصين: خط مباشر بين الجزائر وغوانغزو برؤية اقتصادية واستراتيجية


 أعلنت شركة الخطوط الجوية الجزائرية عن إطلاق خط جوي مباشر يربط الجزائر العاصمة بمدينة غوانغزو الصينية، أحد أكبر المراكز الاقتصادية والتجارية في القارة الآسيوية والعالم ، بأسعار تبدأ من 96 ألف دينار جزائري.

خطوة تبدو للوهلة الأولى تجارية بحتة، لكنها تحمل في طياتها بحسب المراقبين أبعادا اقتصادية وسياسية واستراتيجية عميقة في سياق التحولات العالمية الراهنة.

غوانغزو.. بوابة إفريقيا نحو الصين

تُعد غوانغزو العاصمة الاقتصادية لإقليم غوانغدونغ، ووجهة رئيسية للتجار الجزائريين منذ بداية الألفية، حيث يزور المدينة سنويًا آلاف المستوردين الجزائريين بحثا عن السلع والمنتجات المتنوعة.

لكن الجديد اليوم أن ربط الجزائر مباشرة بهذه المدينة لا يُسهل فقط حركة رجال الأعمال والتجار، بل يحوّل الجزائر نفسها إلى جسر استراتيجي في حركة المبادلات بين إفريقيا والصين، خاصة وأن الجزائر تسعى لتكون محورًا لوجستيا إفريقيا متكاملا.

ما وراء خطوات الجوية الجزائرية.. رؤية اقتصادية جديدة

تأتي هذه الخطوة في لحظة حساسة تشهد فيها الجزائر جهودا متواصلة لتنويع اقتصادها وتخفيف اعتماده على المحروقات. فتح خط مباشر نحو الصين، أكبر شريك تجاري للجزائر خارج أوروبا، يعزز من قدرة الشركات الجزائرية على الانخراط في الأسواق الآسيوية واستقطاب استثمارات صينية جديدة في قطاعات البنية التحتية، التكنولوجيا، والصناعة التحويلية.
كما يمنح هذا الخط دعمًا ملموسا لفئة الطلبة الجزائريين في الصين، وللجالية الجزائرية المقيمة هناك، بما يعكس بُعدًا إنسانيًا إلى جانب البُعد الاقتصادي.

 سياق سياسي واستراتيجي

من الناحية الجيوسياسية، يعكس هذا الخط إرادة الجزائر في تعميق شراكتها مع الصين، خاصة بعد توقيع الجزائر على مبادرة “الحزام والطريق” عام 2018، والتي تهدف إلى ربط آسيا بإفريقيا وأوروبا عبر مشاريع لوجستية وتجارية ضخمة.

وفي ظل تنافس القوى الكبرى على النفوذ في إفريقيا، تمثل هذه الخطوة تعزيزًا لتموقع الجزائر كلاعب إقليمي قادر على التفاوض بندية مع الشركاء الدوليين، عبر جعل أراضيها ومطاراتها ممرًا رئيسيًا للتدفقات التجارية.

خط جوي استراتيجي للمستقبل

إذا تم ربط هذا الخط الجديد بخطط الجزائر لتطوير مطاراتها وموانئها ومناطقها الحرة، فقد يتحول إلى جزء من شبكة أوسع تجعل الجزائر محطة رئيسية للربط بين إفريقيا جنوب الصحراء وآسيا.

هنا لا يعود الأمر مجرد طيران مدني، بل خيارًا استراتيجيًا ضمن رؤية اقتصادية كبرى: الجزائر كقطب إقليمي للتجارة والاستثمار، وكمركز يوازن بين أوروبا وآسيا وإفريقيا.

الخلاصة يعتبر العديد من الخبراء في مجال النقل الجوي ،أن إطلاق الخط المباشر نحو غوانغزو ليس مجرد قرار تجاري للخطوط الجوية الجزائرية، بل هو تعبير عملي عن تحوّل استراتيجي في رؤية الجزائر الجديدة، التي تسعى إلى تنويع شركائها الاقتصاديين وتثبيت مكانتها كمحور لوجستي في إفريقيا.

فبينما يشكل هذا الخط متنفسًا للتجار ورجال الأعمال والطلبة والجالية الجزائرية في الصين، فإنه في العمق يمثل خطوة إضافية في بناء جسور مستدامة بين الجزائر وآسيا، خارج الفضاء التقليدي الأوروبي.

إنها بداية لمسار قد يجعل من السماء الجزائرية طريقًا حيويًا للتجارة العالمية، ويمنح البلاد موقعًا استراتيجيًا في خريطة التحولات الاقتصادية المقبلة، حيث لا يمر المستقبل إلا عبر من يمتلك القدرة على الربط بين القارات.

قرارات هامة جدا للرئيس تبون تخص قطاع النقل

قرارات هامة جدا للرئيس تبون تخص قطاع النقل

 

تبون
تبون

قرارات هامة جدا للرئيس تبون تخص قطاع النقل

ترأس السيّد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، اجتماعا خُصص لقطاع النقل، استهل بالترحم على أرواح الضحايا، وذلك على إثر المأساة الأخيرة لحادثة سقوط الحافلة، التي كشفت عدّة ثغرات.

وعقب النقاش المُعمّق والاستماع لتدخلات الحاضرين، تقـرّر ما يلي: 

– استيراد فوري لـ 10 آلاف حافلة جديدة لنقل المسافرين لتعويض القديمة، تحت إشراف وزارة الصناعة.  

– استيراد فوري ومٌكثف لمختف أنواع عجلات المركبات.

– سن تشريعات جديدة تخص تنظيم حركة المرور، لا سيّما كيفيات تسليم رخصة السياقة، وعرضها على اجتماع مجلس الوزراء المقبل.

– تحميل، المسؤولية المدنية، للمُتسببين في حوادث المرور، وإحالة السائقين على المراقبة الدورية، بالإضافة إلى تكثيف مراكـز الرقابة لكشف احتمالية تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.

-كما سيتم أيضا توسيع المسؤولية على الحوادث لأول مرة، ضد الأطراف المكلفة بالطرقات وصيانتها ومدارس تعليم السياقة ومؤسسات المراقبة التقنية للمركبات وكل طرف آخر تثبت مسؤوليته في الحوادث. 

تكليف مصالح الدرك والأمن الوطني بتشديد المراقبة عبر كافة التراب الوطني، لفرض التطبيق الصارم لقانون المرور، بهدف الحد من إرهاب الطرقات.

حضر الاجتماع الفريق أول السعيد شنقريحة، وزير منتدب لدى وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، و بوعلام بوعلام مدير ديوان رئاسة الجمهورية، و وزراء قطاعات الداخلية، العدل، المالية، النقل، الصناعة، الصحة والأشغال العمومية، وكذا المستشار لدى رئيس الجمهورية مكلف بالمديرية العامة للاتصال، قائد الدرك الوطني، المدير العام للأمن الوطني، المدير المركزي للصناعة العسكرية بوزارة الدفاع الوطني والمدير العام للحماية المدنية.

الأربعاء، 27 أغسطس 2025

الجزائر تتربع على عرش القارة الإفريقية اقتصادياً

الجزائر تتربع على عرش القارة الإفريقية اقتصادياً

 

الجزائر
الجزائر

الجزائر تتربع على عرش القارة الإفريقية اقتصادياً

 حققت الجزائر إنجازاً اقتصادياً مهماً بحصولها على اعتراف البنك الدولي بموقعها كأكبر اقتصاد في القارة الإفريقية وثالث أقوى اقتصاد في العالم العربي.

النهضة الاقتصادية

هذا التصنيف الدولي المرموق يعكس النهضة الاقتصادية التي تشهدها البلاد والتي أهلتها للانضمام مجدداً إلى النخبة العالمية من الدول متوسطة الدخل في شريحتها المتقدمة.

استراتيجية شاملة تبنتها الحكومة الجزائرية

المؤسسة المالية العالمية أرجعت هذا التقدم الملموس إلى استراتيجية شاملة تبنتها الحكومة الجزائرية، ركزت على محورين أساسيين: الاستثمار المكثف في مشروعات البنية التحتية الحيوية، وتطبيق سياسات اجتماعية فعّالة تقوم على إعادة توزيع الثروة بطريقة عادلة

هذا النهج المتكامل أثمر نتائج ملموسة تجلت في تراجع ملحوظ لمعدلات الفقر وتحسن كبير في مؤشرات التنمية البشرية.

صمود اقتصادي رغم التحديات العالمية

رغم التحديات التي واجهت القطاع النفطي والغازي، تمكن الاقتصاد الجزائري من الحفاظ على زخمه النمائي منذ انتهاء جائحة كوفيد-19.

البنك الدولي يشيد بهذا الأداء القوي

البنك الدولي يشيد بهذا الأداء القوي الذي تحقق بالرغم من تراجع إنتاج المحروقات، وإن كان يسجل في الوقت نفسه ارتفاعاً في مستويات التضخم نتيجة الزيادات العالمية في أسعار المواد الغذائية.

مسار نمو متصاعد ومستقر

الأرقام الرسمية تكشف عن مسار نمو متصاعد ومستقر، حيث بلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي 3.8% في عام 2021، تبعه نمو بنسبة 3.6% في 2022، ليقفز إلى 4.1% في 2023.

سياسة مالية توسعية حكيمة

هذا الأداء المتميز جاء مدعوماً بسياسة مالية توسعية حكيمة، تمثلت في زيادة الإنفاق العام بأكثر من 60% خلال الفترة الممتدة من 2021 إلى 2023.

استراتيجية التنويع الاقتصادي تحقق أهدافها

من العاصمة اليابانية طوكيو، قدم وزير اقتصاد المعرفة نور الدين واضح شهادة مهمة حول الإنجازات الاقتصادية الوطنية.

ثمرة طبيعية لبرنامج إصلاحات

الوزير أكد أن معدلات النمو المتصاعدة التي يسجلها الاقتصاد الجزائري تأتي كثمرة طبيعية لبرنامج إصلاحات هيكلية عميقة وشاملة، ترافقت مع تطبيق سياسة اقتصادية طموحة تستهدف بالأساس تعزيز القدرات الإنتاجية المحلية.

تنويع مصادر الصادرات والتقليل من الاعتماد على المحروقات

هذه الاستراتيجية الاقتصادية الجديدة تركز بشكل خاص على تنويع مصادر الصادرات والتقليل من الاعتماد على قطاع المحروقات، مما مكّن الجزائر من تعزيز اندماجها في منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.

هذا التوجه الاستراتيجي ساهم بقوة في ترسيخ مكانة الجزائر كثالث أكبر اقتصاد في القارة الإفريقية.

استقلالية اقتصادية وتحرر من المديونية

الوزير واضح سلط الضوء على خصوصية فريدة يتميز بها النهج الاقتصادي الجزائري، والمتمثلة في السعي نحو تحقيق الاستقلالية الاقتصادية الكاملة والتحرر من أعباء المديونية الخارجية.

فلسفة اقتصادية

هذا التوجه يعكس فلسفة اقتصادية تقوم على الاعتماد على الذات وتعزيز القدرات الداخلية، مما يضمن للبلاد مرونة أكبر في اتخاذ قراراتها الاقتصادية والسياسية.

تبون يرسم خارطة طريق للصدارة الإفريقية

الرئيس عبد المجيد تبون لم يكتف بالإنجازات المحققة، بل رسم رؤية أكثر طموحاً لمستقبل الاقتصاد الجزائري.

ثقة الرئيس تبون

في تصريحات متكررة، أعرب رئيس الجمهورية عن ثقته في قدرة البلاد على الوصول إلى المركز الأول أو الثاني اقتصادياً على مستوى القارة الأفريقية خلال السنوات الثلاث القادمة.

رسالة وفاء للشهداء وثقة في الشباب

في تصريح مؤثر، عبر الرئيس تبون عن الدوافع العميقة وراء هذا الطموح الاقتصادي قائلاً: “بفضل شبابنا ومتعاملينا الاقتصاديين، وبوفاء لتضحيات شهدائنا الأبرار، نطمح لأن نصبح في مقدمة اقتصادات القارة ونلبي طموحات مواطنينا.”

الوفاء للتاريخ والتطلع للمستقبل

هذا التصريح الرئاسي يكشف عن رؤية تجمع بين الوفاء للتاريخ والتطلع للمستقبل، حيث يربط النهضة الاقتصادية المعاصرة بتضحيات الأجيال السابقة، ويضع الثقة في طاقات الشباب والقطاع الخاص كمحرك

عطاف يعقد لقاءات دبلوماسية مكثفة بجدة: مصر، تونس والسعودية في صدارة المحادثات

عطاف يعقد لقاءات دبلوماسية مكثفة بجدة: مصر، تونس والسعودية في صدارة المحادثات

 

عطاف
عطاف 

عطاف يعقد لقاءات دبلوماسية مكثفة بجدة: مصر، تونس والسعودية في صدارة المحادثات

شهدت مدينة جدة السعودية حركية دبلوماسية لافتة على هامش الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، حيث أجرى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، سلسلة لقاءات ثنائية مع نظرائه من مصر وتونس والسعودية، تمحورت حول تعزيز العلاقات الثنائية وبحث القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.

مع القاهرة.. تكريس مخرجات زيارة تبون

في لقائه مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ركز عطاف على سبل دفع العلاقات الجزائرية–المصرية نحو شراكة أوثق، خصوصا في المجال الاقتصادي، تجسيدا لمخرجات زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى القاهرة في أكتوبر 2024. كما تبادل الجانبان الرؤى حول التطورات في فلسطين وليبيا ومنطقة الساحل.

 مع تونس.. التحضير للمواعيد الكبرى

أما مع وزير الخارجية التونسي محمد علي النفطي، فقد طغى على المحادثات موضوع تعزيز روابط الأخوة والتكامل بين البلدين. واتفق الوزيران على ضرورة الإعداد الجيد للدورة الـ23 للجنة المشتركة الكبرى الجزائرية–التونسية، فضلا عن التنسيق حول الملفات الساخنة كالقضية الفلسطينية والوضع الليبي والتعاون الأورو–متوسطي.

 مع الرياض.. نحو مجلس تنسيق أعلى

لقاء عطاف مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود شكل فرصة لتأكيد الإرادة المشتركة في الارتقاء بالعلاقات الثنائية، خاصة في سياق التحضيرات لانعقاد الدورة الأولى لمجلس التنسيق الأعلى الجزائري–السعودي. كما تناول الجانبان مستجدات الشرق الأوسط وعلى رأسها التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 بهذه اللقاءات، رسّخ وزير الخارجية أحمد عطاف حضور الجزائر في المشهد الدبلوماسي الإقليمي، مؤكداً حرصها على التشاور المستمر مع شركائها العرب لمواجهة التحديات المشتركة والدفاع عن القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية

الثلاثاء، 26 أغسطس 2025

الجزائر والبرازيل: شراكة صاعدة بين الاقتصاد والدبلوماسية

الجزائر والبرازيل: شراكة صاعدة بين الاقتصاد والدبلوماسية

 

الجزائر والبرازيل
الجزائر والبرازيل

الجزائر والبرازيل: شراكة صاعدة بين الاقتصاد والدبلوماسية

في إطار مساعي الجزائر والبرازيل لتوطيد التعاون جنوب-جنوب، تم الإعلان في 19 أوت عن اتفاقية تسمح للجزائر باستيراد الأغنام الحيّة من البرازيل.

وحسب وكالة الأنباء البرازيلية العربية (ANBA)، فإنّ الاتفاق جاء بعد استكمال المفاوضات الصحية بين البلدين، واعتبرته وزارة الزراعة والثروة الحيوانية البرازيلية “فرصة تجارية كبرى”.

ورغم أن الجزائر فتحت أسواقها سابقًا أمام اللحوم البرازيلية الطازجة والمجمدة، إلا أنّ هذه هي المرة الأولى التي يُسمح فيها باستيراد الأغنام الحيّة من هذا البلد. ويُذكر أن الجزائر استوردت في عيد الأضحى الماضي نحو مليون رأس من الأغنام من رومانيا وإسبانيا فقط، ما يجعل هذه الخطوة تحوّلًا في تنويع مصادر التوريد.

من النفط واللحوم إلى مجالات أوسع

الاتفاق الجديد يُعبّر عن تطور نوعي في العلاقات التجارية بين الجزائر والبرازيل، إذ لم تعد مقتصرة على النفط واللحوم كما كان الحال تاريخيًا، بل شملت قطاعات زراعية وغذائية متعددة. هذا التوجه يعكس رؤية مشتركة نحو التنمية المستدامة وتعزيز التعاون ضمن محور الجنوب-جنوب.

الأسمدة والمواد الأولية: ارتفاع في الصادرات الجزائرية

العلاقات الاقتصادية لا تقتصر على الأغنام، فقد شهدت صادرات الجزائر من الأسمدة إلى السوق البرازيلية نموًا ملحوظًا. بين جانفي وأفريل 2025 بلغت قيمة هذه الصادرات 54.6 مليون دولار، بزيادة 44.2% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، لتصبح الأسمدة ثاني أهم منتج جزائري يدخل البرازيل بعد النفط.

كما تضاعفت صادرات الملح والكبريت ومواد البناء إلى البرازيل بنسبة 175.8%، ما يعكس تنويعًا متسارعًا في المبادلات.

الجزائر.. قوة صاعدة في سوق اللحوم البرازيلية

في قطاع اللحوم، برزت الجزائر كلاعب رئيسي سنة 2025، إذ أصبحت رابع أكبر مستورد عالمي للحوم البقر البرازيلية. خلال الشهرين الأولين من العام، استوردت الجزائر 15,900 طن، بزيادة قدرها 199% من حيث الكمية و254% من حيث القيمة مقارنة بسنة 2024.

هذا الارتفاع المفاجئ نقل الجزائر من المرتبة الأربعين إلى الرابعة عالميًا، لتتصدر قائمة الدول العربية المستوردة للحوم البرازيلية.

مؤشرات تجارية متباينة

رغم تسجيل انخفاض إجمالي في حجم المبادلات بنسبة 21.9% خلال الفترة نفسها، إلا أن مؤشرات التوسع في قطاعات جديدة تُظهر بداية تحوّل استراتيجي نحو تنويع التجارة الثنائية.

البرازيل في قلب السوق الجزائرية

عام 2024 بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 4.32 مليار دولار، بزيادة 13.68% مقارنة بـ2023. وبذلك أصبحت البرازيل سادس أكبر شريك تجاري للجزائر، فيما تُعد الجزائر المورّد الإفريقي الأول للبرازيل.

منتدى اقتصادي لتعميق الشراكة

في ماي الماضي، احتضن البلدان المنتدى الاقتصادي الجزائري-البرازيلي، الذي شكّل محطة محورية لفتح آفاق جديدة أمام التعاون، ووضع أسس لعلاقات أكثر استدامة.

تعاون سياسي ودبلوماسي متجذر

العلاقات الجزائرية-البرازيلية لا تقوم فقط على التجارة، بل تشمل تنسيقًا سياسيًا ودبلوماسيًا بارزًا. كلا البلدين يتبنيان مواقف متقاربة على الصعيد الدولي، أبرزها دعم التعددية ورفض التدخلات الأجنبية، مع السعي نحو نظام اقتصادي عالمي أكثر عدلاً.

شهادة دبلوماسية

السفير البرازيلي بالجزائر، ماركوس فينيسيوس بينتا غاما، وصف العلاقة بين البلدين بأنها “صداقة عميقة بين دولتين عظيمتين في الجنوب”. وهو توصيف يلخص الطابع الخاص لهذه الشراكة، التي تجمع بين الاقتصاد والسياسة، وتُظهر الجزائر والبرازيل كقوتين ناشئتين تواصلان بناء محور أكثر تأثيرًا في الساحة الدولية.

أكثر من 2000 عارض و35 ألف زائر متوقع.. الجزائر تستضيف أكبر حدث تجاري إفريقي

أكثر من 2000 عارض و35 ألف زائر متوقع.. الجزائر تستضيف أكبر حدث تجاري إفريقي

 

الجزائر
الجزائر

أكثر من 2000 عارض و35 ألف زائر متوقع.. الجزائر تستضيف أكبر حدث تجاري إفريقي

تجه الأنظار نحو الجزائر التي تستعد لاحتضان النسخة الرابعة من المعرض الإفريقي للتجارة البينية 2025، المزمع تنظيمه من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل تحت شعار “جسر نحو فرص جديدة”، في أكبر نسخة منذ انطلاق المعرض، وفق ما أفادت قناة الجزائر الدولية.

ويعد المعرض منصة استراتيجية لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين الدول الإفريقية، حيث من المتوقع أن يجمع أكثر من 2000 عارض يمثلون 75 دولة، إلى جانب نحو 35 ألف زائر مهني، مع تقديرات بأن تتجاوز قيمة الاتفاقات التجارية والاستثمارات خلال أيام المعرض 44 مليار دولار، مما يعكس الطموحات الكبيرة للجزائر في تعزيز مكانتها الاقتصادية على مستوى القارة.

وسيُقام الحدث في قصر المعارض بالصنوبر البحري بالعاصمة الجزائرية، وينظم بالتعاون مع البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير، ومفوضية الاتحاد الإفريقي، وأمانة منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، ما يضمن توافقاً بين السياسات الاقتصادية والإستراتيجية للقارة، ويوفر إطاراً دولياً لزيادة الاستثمارات وتشجيع المبادرات الريادية.

ويضم المعرض برنامجاً ثرياً يغطي مجموعة واسعة من القطاعات الحيوية مثل الفلاحة، الصناعة، الطاقة، الصحة، النقل، الابتكار، والمؤسسات الناشئة، إضافة إلى فضاءات مخصصة لرواد الأعمال الشباب والباحثين الجامعيين، ما يسهم في تمكين الشباب وتعزيز دمجهم في الاقتصاد القاري.

كما سيتم تخصيص أيام محددة للدول والهيئات من القطاعين العام والخاص لعرض فرصها في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة والثقافة، وهو ما يعكس طموح الجزائر لجعل هذه الدورة الأبرز من حيث الأثر الاقتصادي والصدى الدولي، وتعزيز دورها كقاطرة للتنمية والإشعاع في القارة الإفريقية.

ويأمل المنظمون أن يسهم المعرض في فتح أسواق جديدة أمام الشركات الناشئة وتعزيز الاستثمارات المشتركة بين الدول الإفريقية، فضلاً عن تشجيع تبادل الخبرات والابتكارات في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما يعزز التكامل الإقليمي ويعطي دفعة قوية لتحقيق أهداف التبادل الحر القاري