الاثنين، 2 ديسمبر 2024

إنتاج الأمونيا.. ثورة الطاقات المتجددة في الجزائر

 

مصنع امونيا
مصنع امونيا


إنتاج الأمونيا.. ثورة الطاقات المتجددة في الجزائر


تخطط الجزائر لأن تكون رائدا إقليميا في إنتاج وتصدير الطاقات النظيفة والمتجددة، على رأسها الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، بالنظر إلى الإمكانات والموارد التي تحوزها‪.‬‬

تعتبر الأمونيا الخضراء من الحلول الواعدة لمواجهة تحديات تغير المناخ وتحقيق أهداف الاستدامة. يتم إنتاج الأمونيا الخضراء باستخدام الهيدروجين الذي يتم الحصول عليه من مصادر طاقة متجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية. هذا النهج يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل كبير مقارنة بالطريقة التقليدية لإنتاج الأمونيا، التي تعتمد على الغاز الطبيعي.

ويشهد إنتاج الأمونيا في أفريقيا توجها جديدا خلال الآونة الأخيرة مع الاتجاه نحو استعمال الهيدروجين الأخضر بدلا من الغاز وسط معاناة الدول، خاصة المستوردة في توفيره، أو حتى البلدان المنتجة مع تراجع إنتاجها. ووفق منصة “الطاقة” المتخصصة، تنتج إفريقيا بقيادة دول عربية، نحو 11 مليون طن من الأمونيا و7 ملايين طن من الأسمدة النيتروجينية سنويا. وأضاف التقرير أن 90 بالمائة من إنتاج الأمونيا في أفريقيا يأتي من مصر والجزائر ونيجيريا، وهو ما يشير إلى أن المشروعات المنتجة تتركز في عدد قليل من دول القارة السمراء. وفي العام الماضي استوردت الدول الأفريقية نحو 0.5 مليون طن من الأمونيا، في حين صدرت 2.5 مليون طن من الأسمدة النيتروجينية.

يشار إلى أن الأمونيا تعتمد في إنتاجها على الغاز الطبيعي، وفي السنوات الأخيرة هناك مشروعات تتجه إلى الاعتماد على المصادر النظيفة لإنتاج الأمونيا بهدف تقليل الانبعاثات والتخلص من الاستيراد. وتستعمل الأمونيا بصورة أكبر في إنتاج الأسمدة الزراعية، بالإضافة إلى دخولها في صناعة المستحضرات الطبية والنسيج والصناعات المعدنية والمنظفات المنزلية والمبيدات الحشرية وغيرها. 

وفي سيناريو التعهدات المعلنة، يُتوقع ارتفاع إنتاج الأمونيا في أفريقيا إلى 19 مليون طن خلال عام 2035، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة. ويساعد إنتاج الأمونيا المعتمدة على الهيدروجين الأخضر من خلال مصادر الطاقة المتجددة في دعم جهود دول القارة لتقليل واردات الأمونيا لإنتاج الأسمدة.

ومن المقدر كذلك ارتفاع إنتاج الأسمدة النيتروجينية في أفريقيا بنسبة 25% بحلول عام 2035، لتلبية الطلب المحلي والتصدير إلى السوق العالمية.

في سيناريو آخر أكثر تفاؤلًا، من المتوقع -مع توافر الظروف الأكثر ملاءمة والإمكانات الداعمة- نمو إنتاج الأمونيا في أفريقيا بصورة أسرع ليصل إلى 25 مليون طن بحلول 2035، ليرتفع لـ40 مليونا في 2050. ويأتي ذلك بدعم من توقعات ارتفاع إنتاج الأمونيا الخضراء لـ15 مليون طن بحلول 2035، و35 مليون طن في عام 2050.

 مع ذلك، هناك العديد من التحديات التي قد تواجه مشروعات الأمونيا الخضراء وفي مقدمتها التكلفة العالية لرأس المال في معظم الدول الأفريقية، وهو ما يشير إلى أن تطوير تلك المشروعات يعتمد على جعلها أكثر جاذبية للمستثمرين.

وفي حالة تحقيق الأرقام السابقة، من المتوقع أن تنجح دول القارة الأفريقية في التخلص نهائيًا من استيراد الأمونيا لإنتاج الأسمدة بحلول عام 2050. وبحلول 2050، من المقدّر أيضا نمو صادرات وقود الأمونيا لأكثر من 10 ملايين طن، مع زيادة الطلب الأوروبي بصفة خاصة، إذ ستحول الأمونيا إلى هيدروجين مرة أخرى أو استعمالها مباشرة وقودا بهدف إزالة الكربون. وقد يصبح إنتاج الأمونيا في أفريقيا أكثر تنوعًا جغرافيا، ومع ذلك من المتوقع استمرار تصدر دول شمال أفريقيا -بقيادة مصر والجزائر- هذا القطاع عام 2050، وإن كانت حصتها من إجمالي الإنتاج ستنخفض لأقل من 50%، مقابل 80% حاليا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق